الزمالك وكانوتيه والضمير العالمي ... شمعة أمل في سماء غزة !!!
المصدر : محيط
كما أن الأحداث الملتهبة في غزة والإعتداءات الإسرائيلية الآثمة على أبناء المدينة الصامدة مازالت مستمرة، أبت ردود الأفعال الصادرة من الرياضيين العرب والمسلمين أن تتوقف أو تنتهي وتتلاشى سريعاً، بل انتشرت في شتى الملاعب الرياضية بالعالم لتحيي صمود أبناء فلسطين وترد على المجازر بأبسط الطرق وأقواها تأثيراً في الوقت نفسه.
"لك الله يا غزة" كانت أحدث واقعة شهدتها ملاعب الرياضة تأييداً للشعب الفلسطيني، وهي العبارة التي رسمت على قمصان لاعبي فريق الزمالك المصري خلال مباراته أمس الأحد أمام الأهلي في الدوري المصري لكرة القدم.
وأعد قائد الزمالك وحارسه العملاق عبد الواحد السيد العدة لمساندة أهل غزة قبل المباراة بثلاثة أيام، حيث تم تصميم القمصان التي حملت العبارة المذكورة من الخلف، وصورة للمدينة من الأمام مع بعض العبارات "الباكية" على أحوال الشعب الفلسطيني والإنتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقه، ونزل بالفعل اللاعبون أرض الملعب مرتدين تلك القمصان، وخاضوا فترة الإحماء كاملة بها.
فلسطين بكل اللغات مع كانوتيه
تصرف لاعبي الزمالك لم يكن جديداً على الملاعب الرياضية، خاصة بعدما حملت ملاعب الكرة الإسبانية واقعة مماثلة للاعب المالي مسلم الديانة فريدريك كانوتيه الذي أظهر خلال مباراة فريقه أشبيلية أمام ديبورتيفو لاكرونيا بكأس إسبانيا، قميص يحمل كلمة "فلسطين" بخمسة لغات مختلفة، وذلك في خطوة باركها زملائه في الفريق ومدربه مانويل خمينيز الذي قال نصاً بعد تغريم اللاعب ثلاثة ألاف يورو نتيجة لفعلته :" كانوتيه أراد توصيل رسالة يطالب من خلالها بإيقاف القصف الإسرائيلي للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجزرة دموية، وأعتقد أنه موقف مميز أن يسعى لاعب لإيقاف العنف في منطقة ما بالعالم، ويجب علينا جميعاً أن نحترمه".
وبينما قرر كانوتيه عرض قضية الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، فضل محمد شوقي نجم وسط المنتخب المصري ونادي ميدلسبره الإنجليزي أن يشارك في الحدث، ولكن بصورة مغايرة، حيث أعلن تبرعه بخمسين ألف جنيه إسترليني لصالح ضحايا المجازر الإسرائيلية الآثمة، وذلك في الوقت الذي كان لاعبو المنتخب العماني يرتدون فيه خلال بطولة "خليجي 19" التي تستضيفها بلادهم، قمصان مكتوب عليها "تضامناً مع غزة"، ورفعت الجماهير لافتات مكتوباً عليها "النصر قريب يا غزة".
شاهار بيير تتعرض لهتافات معادية
وشهدت نيوزيلاندا الأسبوع الماضي، تأييداً من نوع آخر لغزة تجسد في التنديد بالأفعال الإسرائيلية، حيث تعرضت لاعبة التنس الإسرائيلية الشابة شاهار بيير إلى هتافات عدائية أثناء مشاركتها بدورة أوكلاند، خاصة بعد أن تجمع حوالي 20 شخصا يحملون لافتات معادية ويرددون شعارات تندد بإسرائيل أمام البوابة الرئسية للاستاد مقابل شخص واحد فقط كان يحمل لافتة كتب عليها "حماس تغتال الأمل".
وعلى الرغم من ذلك رفضت بيير الانسحاب من البطولة قائلة :" أنا لست حكومة إسرائيل ولا أمثلها .. أنني لاعبة تنس فقط .. لم أتعرض لمثل هذه الهتافات من قبل."
وفي تركيا، تحولت مباراة لكرة السلة بين فريق ترك تيليكوم التركي وفريق بنيه هشارون (أبناء الشارون) الإسرائيلي، إلى مظاهرة حب وتأييد لصمود غزة، حيث فوجيء الفريق الإسرائيلي بأنه ضيف غير مرحب به في تركيا هذا البلد المسلم الذي رفع عدد غفير من ابنائه الذين حضروا اللقاء أعلام فلسطين ورددوا هتافات معادية لإسرائيل أرهبت لاعبو الفريق الإسرائيلي ودفعتهم للخروج من أرض الملعب وعدم إستكمال
شعار تعاطفًا مع غزة - محمد ابو تريكة
المباراة خوفاً على أرواحهم.
انتشار تلك الأحداث وهذا التأييد الجارف الذي تشهده الملاعب الرياضية في العالم أجمع لصمود غزة، بدءا من قميص المصري محمد أبو تريكة أفضل لاعب في العالم العربي ومروراً بتصرف كانوتيه ووصولاً إلى لاعبي الزمالك، رد عملياً على العدوان الإسرائيلي في غزة، وعلى صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية التي شمتت في العرب والمسلمين بسبب أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الإسماعيلي والأهلي في الدوري المصري، ولهجة السخرية التي تحدت بها مشاعرهم بقولها أن " المباراة التي شهدت بدايتها إرتداء لاعبي الفريقين قمصان مكتوب عليها غزة في قلوبنا وهتاف الجماهير بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين إنتهت بمعركة حربية شهدت إلقاء الزجاجات الفارغة و الأحجار و كل ما وقع تحت أيدي جماهير الإسماعيلي على إحتياطي الأهلي ولاعبيه داخل الملعب."
لقد رد اللاعبون العرب والمسلمين على "هاآرتس" بقوة، ووجهوا رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل مفادها أن أضعف المعتدين هم من يستخدمون المدافع والقنابل والطائرات في مواجهة شعب أعزل، وأن الحروب التي تقوم في ميادين أخرى وساحات مختلفة ربما تكون أكثر تأثيراً وأقوى دلالة